بصرى الشام: أهم الاماكن السياحية في سوريا

بصرى الشام مدينة التاريخ والضوء في قلب الجنوب السوري

في عمق الجنوب السوري، وتحديدًا في محافظة درعا، تتربع بصرى الشام كواحدة من أعرق المدن في التاريخ، ووجهة سياحية استثنائية لعشاق الآثار والثقافات المتعاقبة.

السياحة في بصرى الشام ليست مجرد زيارة لمدينة أثرية، بل هي تجربة فريدة لاكتشاف حضارة عمرها آلاف السنين، ومسرح روماني يعتبر من الأعظم عالميًا، وشوارع لا تزال تحتفظ بروح العصور القديمة.

بفضل موقعها الجغرافي على طريق التجارة القديم بين دمشق والجزيرة العربية، لعبت بصرى دورًا مركزيًا في مختلف الحقب التاريخية، وكانت عاصمة الأنباط في الشام، ثم أصبحت مدينة رومانية هامة، وبعدها مركزًا إسلاميًا بارزًا.

في هذا المقال، سنأخذك في جولة متكاملة داخل مدينة بصرى الأثرية، ونستعرض أبرز معالمها، وتاريخها العريق، ونقدم لك دليلًا شاملًا عن زيارة بصرى الشام.

تعود أصول بصرى إلى العصر البرونزي، وذُكرت في نصوص فرعونية وآشورية قديمة

• كانت عاصمة لمملكة الأنباط في القرن الأول قبل الميلاد.
• دخلها الرومان عام 106 ميلادي وجعلوها عاصمة لإقليم “العربية البترائية”.
• بعد الفتح الإسلامي، أصبحت مركزًا دينيًا وثقافيًا، وزارها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في شبابه.
• تحتوي المدينة على مزيج مذهل من الآثار الرومانية والنبطية والبيزنطية والإسلامية.

يُعتبر المسرح الروماني في بصرى الشام من أبرز وأفضل المسارح الرومانية المحفوظة في العالم، ويتسع لأكثر من 15,000 متفرج.

• تم بناؤه في القرن الثاني الميلادي باستخدام البازلت الأسود الفريد من نوعه.

• يتميز بمرافقه المتكاملة من كواليس وأروقة وأبراج دفاعية أُضيفت لاحقًا خلال العهد الإسلامي.

• تقام فيه مهرجانات موسيقية وفنية حتى اليوم، ما يجعله معلمًا حيًا للثقافة والفن.

شارع واسع يمتد من بوابة المدينة الشرقية وصولًا إلى قلب المدينة القديمة، تحيط به الأعمدة الرومانية من الجانبين.

يأخذك هذا الشارع في رحلة حية بين الأسواق القديمة والمعابد والحمامات العامة التي كانت نابضة بالحياة قبل آلاف السنين.

تم بناء قلعة بصرى حول المسرح الروماني، واستُخدمت كحصن دفاعي خلال العصور الإسلامية المختلفة، خاصة في عهد الأيوبيين والمماليك.

توفر القلعة إطلالة بانورامية على المدينة الأثرية، وتُعد نقطة جذب هامة لعشاق التصوير والمغامرة.

بُنيت في القرن السادس الميلادي، وتُعد من أقدم الكنائس في المنطقة.

تصميمها مستوحى من الطراز البيزنطي الكلاسيكي، وتُظهر مدى التعايش الديني والثقافي في بصرى خلال فترات متعددة.

مسجد فاطمة ومسجد الخضر من أبرز المساجد القديمة في المدينة.

توجد أيضًا عدد من المدارس والزوايا الإسلامية التي كانت مركزًا للعلم والدين، خاصة في العصر المملوكي.

• التجول في المدينة القديمة ومشاهدة تفاصيل العمارة الحجرية والبازلتية.
• حضور الفعاليات الفنية والمهرجانات التي تُقام في المسرح الروماني.
• التصوير الاحترافي وسط مشاهد تجمع بين التاريخ والطبيعة.
• زيارة الأسواق التراثية وشراء الحرف اليدوية والمأكولات التقليدية.
• تناول الطعام الشعبي في البيوت القديمة أو المقاهي القريبة من الموقع الأثري.

يفضل زيارة بصرى خلال فصلي الربيع والخريف حيث يكون الجو معتدلًا ومناسبًا للتجول في المدينة المفتوحة.

أما في الصيف، فتكون الحرارة مرتفعة نسبيًا، بينما في الشتاء قد يكون الجو باردًا، لكنه لا يمنع الاستمتاع بالأجواء الأثرية الفريدة.

• تم تصنيف بصرى الشام كموقع تراث عالمي من قبل منظمة اليونسكو عام 1980.
• تجمع المدينة بين السياحة التاريخية والدينية والثقافية، ما يجعلها مناسبة لشرائح واسعة من الزوار.
• تعتبر من أهم المدن الأثرية في العالم العربي بفضل كثافة الآثار المحفوظة وتنوعها.

من النادر أن تجد مدينة حافظت على هيبتها وجمالها مثل بصرى.

فهي لا تزال شاهدة على عصور الذهب الروماني، وأيام العز الإسلامي، ومرور الأنبياء والقوافل التجارية.

في كل حجر من حجارتها، قصة.

وفي كل زقاق، صدى أقدام من مروا من هنا، تركوا بصمتهم ورحلوا، وبقيت بصرى تروي الحكاية.

نصائح للزوار

• احرص على ارتداء أحذية مريحة لأن المدينة الأثرية تتطلب مشي طويل.
• لا تنسَ شحن كاميرتك أو هاتفك لتوثيق أجمل المشاهد.
• يُفضل الاستعانة بمرشد سياحي لفهم تفاصيل المواقع التاريخية.
• احترم قدسية المواقع الدينية والحرص على عدم العبث بالأحجار أو الآثار